U3F1ZWV6ZTI0NjIzNDY2NzAzMjMyX0ZyZWUxNTUzNDYxMjAwODY3OA==

علم النفس التربوي والمشكلات التي يواجهها المعلم/ المشكلات المتعلقة بالأهداف، المشكلات المتعلقة بالتعلم، المشكلات المتعلقة بالتعليم، المشكلات المتعلقة بالتقويم

علم النفس التربوي والمشكلات التي يواجهها المعلم: 

إن للمعلم في المدرسة الحديثة أهمية كبرة إذ يتوقف نجاح التربية على شخصيته وإعداده ومحبته للتلاميذ ورغبته في إفادتهم. فالمعلم مرشد وموجه ونموذج حي يتأثر به التلاميذ، ولا يختصر دوره بالتلقين، وإلا لأمكن مع المخترعات الحديثة أن نستبدله بالراديو والتسجيلات والتلفزيون والكومبيوتر.
 ولهذا لا بد من اختياره بدقة ثم إعداده إعداداً كافياً، ومعنى هذا أنه لا يكفي للمعلم أن يتقن المادة التي يدرسها لينجح في التعليم. لا بد أن يكون متمتعاً بصحة جسدية وباتزان عاطفي ومرونة وقدرة على التكيف والصبر والاعتياد على النفس. وأن يكون متمتعاً بثقافة عامة واسعة وبرغبة في تحسين ذاته باستمرار وبمتابعة الدرس والتحصيل، وأن يكون مواطناً صالحاً. 
إن لعلــم النفــس التربــوي أهميــة بالنســبة للمعلــم: فهــو يطلــع المعلــم عــلى اســتعدادات الأولاد وقدراتهــم ومشــكلاتهم وحاجاتهــم في مراحــل النمــو المختلفــة.
 فيساعده ذلك على معرفة ما يمكن توقعه من المتعلم، وفي كل مرحلة من إمكانيات وقدرات تعلمية. ويمكنه بالتالي من تهيئة الظروف المحيطة به تهيئة تسمح بازدهار قواه واستعداداته بصورة تفيده وتفيد المجتمع. كما يمكنه من ملاحظة أي قصور أو تخلف في أي مظهر من مظاهر النمو فيعمل على معالجتها في سن مبكرة. 
كذلك يساعد علم النفس التربوي المعلم على فهم عملية التعليم الجيد وشروطها والعوامل التي تسهلها أو تعوقها. وأثر تدريس مادة ما في ميادين أخرى، وأثر التعب العقلي والجسمي في عمل الإنسان. كا يبن له كيفية توزيع فترات العمل وفترات الراحة وطول كل فترة وتأثر ذلك في العمل المدرسي.
 ويعرف علم النفس التربوي المعلم بالفروق الفردية، ويبن له أن الأفراد يختلفون في الأمزجة والطبائع والذكاء والميول والاستعدادات للمواد الدراسية المختلفة. فيراعي المعلم ذلك أثناء عمله فلا يعامل الجميع المعاملة نفسها، ولا يطلب من الجميع الأعمال نفسها. وقد توصل علم النفس إلى كشف أصول هذه الفروق ووجد أن بعضها يرجع إلى الوراثة وبعضها إلى الجنس أو إلى السن أو إلى البيئة الاقتصادية الاجتاعية. ومن هنا يعلم المعلم إلى أي حد مكنه التغير من طباع الشخص أو التحسن من ذكائه. ويعلم المستوى التعليمي الذي مكنه أن يوصله إليه. 
لقد توصل علم النفس إلى الكشف عن الشواذ أو المتطرفين، وإلى الكشف عن الموهوبن والمتخلفين عقلياً والمتصفين بنقص الذكاء، وكذلك المنحرفن خلقياً. وكثيراً ما ينجم عن وجود هؤلاء مشكلات تعلمية لا يسهل على المعلم تشخيصها ومواجهتها إلا إذا درسها على ضوء اكتشافات علم النفس التربوية. 
وقــد حلــل علــم النفــس كل مــادة تعليميــة إلى عناصرهــا الأوليــة، ودرس مــا تتطلــب كل منهــا مــن قــدرات وعمليــات عقليــة، فتنــاول بالبحــث القــراءة والكتابــة والرياضيــات. ومــن نتائــج هــذه الأبحــاث أصبــح المعلــم قــادراً عــلى معرفــة مــا يناســب  التلميذ بحسب استعداداته، وما يناسبه في سن دون أخرى أو في مرحلة تعليمية دون الأخرى. ولقد تعرف على أحسن الطرق لتعليم المواد الدراسية المختلفة. فعلم النفس التربوي يكاد يكون المرشد الأكبر للمدرس في عمله: فهو يساعده في محاولاته في حل مشكلات التعليم، وتنظيم مراحل التعليم، وتحديد سن بدء التعليم. لذا فعلى المعلم أن يفهم علم النفس التربوي فهاً كافياً يمكنه من اتخاذ موقف مستنير إزاء التلاميذ. وهو من المواد الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين وتأهيلهم، لأنه يزودهم بالأسس والمبادئ النفسية الصادقة التي تتناول التعلم المدرسي ليصبحوا أكثر فهماً وإدراكاً لطبيعة عملهم وأكثر مرونة في مواجهة المشكلات الناجمة عن هذا العمل. 
وفي الواقع إن المعلم يواجه عادة عدداً من المشكلات التي تؤثر في أدائه المهني على نحو أو آخر، بيد أن اهتام علماء النفس التربوي يتجه في معظم الأحيان نحو المشكلات التي ترتبط بطبيعة العملية التعلمية – التعليمية والناجمة عنها، وهي تصنف في خمس فئات أساسية تتفق مع طبيعة هذه العملية وجوانبها المختلفة، وهي:
 - المشكلات المتعلقة بالأهداف: على المعلم أن يبدأ نشاطه التعليمي بتكوين فكرة واضحة عما يريده إنجازه من خلال عملية التعليم، أي يجب أن يقف على الأهداف التي يتوقع من التلامذة إنجازها نتيجة هذه العملية، لذا سيواجه مشكلة اختيار الأهداف وصياغتها، وطرق تزويد التلامذة بها. 
- المشكلات المتعلقة بالتعلم: يحتاج المعلم من أجل أداء مهمته التعليمية إلى معرفة المبادئ المتنوعة التي تحكم عملية اكتساب المعلومات لدى التلامذة. وتشكل هذه المعرفة تصوراً معيناً لديه من الكيفية التي يؤثر فيهم من خلالها. ولما كانت أنواع السلوك التي مارسها التلامذة عديدة ومتنوعة، وتحكمها مبادئ تعلمية مختلفة، فسيواجه المعلم مشكلة اختيار مبادئ التعلم تتفق مع طبيعة المواقف التعليمية – التعلمية المتنوعة، والتي تفرضها عليه شروط النشاط التعليمي الذي يقوم به. 
- المشكلات المتعلقة بالتعليم: يلجأ المعلمون عادة إلى استخدام طريقة أو أكثر من طرق التعليم، وتختلف هذه الطرق باختلاف المواد الدراسية والتلامذة والشروط التعليمية الأخرى. ومن المألوف أن يواجه المعلم في هذا المجال مشكلة اتخاذ القرار فيا يتعلق باختيار الطرق والوسائل الأكر نجاحاً. فهل يلجأ مثلاً إلى استخدام طريقة المحاضرة أم المناقشة؟ وهل يستخدم لوحات إيضاحية أم فيلاً تلفزيونياً؟ 
- المشكلات المتعلقة بالتقويم: إن النشاط التعليمي الأخر الذي يقوم به المعلم هو التقويم. وعملية التقويم هذه، تظهر مدى التقدم في مجال تحقيق الأهداف التعليمية. ويجابه المعلم في هذه المرحلة من مهمته التعليمية مشكلة اختيار أو تطوير الإجراءات التي تساعده على معرفة هذا التقدم والوقوف على ما إذا كان التعليم جيداً أم لا. 
إن استعراض الأنواع المختلفة للمشكلات التي تجابه المعلم أثناء عمله والمرتبطة بطبيعة هذا العمل، تبن المجالات الأساسية التي يوجه علماء النفس التربوي جهودهم نحوها، وتشكل تصوراً واضحاً ومعقولاً للموضوعات التي يتناولها هؤلاء العلماء بالدراسة والبحث، الأمر الذي يجعلهم قادرين على تزويد المعلم بالمعلومات والمبادئ والأسس ذات العلاقة الوثيقة بما يقوم به من نشاطات تعليمية مختلفة، والتي تساعده على مواجهة هذه المشكلات وابتكار الحلول المناسبة لها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة